(الشرح) (عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ) رضي الله عنهما ؛ (عن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال : ينادي مناد : إن لكم أن [ ص: 691 ] تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا ) أي : يدوم لكم النعيم (فلا تبأسوا أبدا ) أي : لا يصيبكم بأس . وهو شدة الحال .
قال النووي - في هذا الحديث وغيره - : إن نعيم الجنة دائم ، لا انقطاع له أبدا . انتهى .
وفي(فتح البيان ): وقع النداء لهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فقيل لهم ذلك .
والمنادي : هو الله . وقيل : الملائكة .
وقيل : هذا النداء يكون في الجنة .
ومعنى «أورثتموها » : أعطيتموها بدلا من أهل النار . وهو حال [ ص: 692 ] من الجنة . وسماها «ميراثا » : لأنها لا تستحق بالعمل ، بل هي محض فضل الله ، وعده على الطاعات : كالميراث من الميت ليس بعوض عن شيء ، بل هو صلة خالصة ، حصلت لكم بلا تعب ، «بما كنتم تعملون » أي : أورثتم منازلها بعملكم .
قال في الكشاف : بسبب أعمالكم ، لا بالتفضل كما تقول المبطلة (يعني أهل السنة ). انتهى .
وفي فتح الباري : المنفي في الحديث : دخولها بالعمل المجرد عن القبول . والمثبت في الآية : دخولها بالعمل المتقبل ، والقبول إنما يحصل من الله تفضلا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي : وبالجملة ؛ فالجنة ومنازلها ، لا تنال إلا برحمته . فإذا دخلوها بأعمالهم : فقد ورثوها برحمته ، إذ أعمالهم رحمة منه لهم ، وتفضل منه عليهم . انتهى كلام (فتح البيان ) .
فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل لنا نعود إلى أوطاننا ونسلم ؟
اللهم ! تفضل علينا برحمتك ، واجعل آخر أعمارنا خيرا من أولها .