قال nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر : حتى رأينا فيء التلول] .
[ ص: 153 ] (الشرح) .
(عن أبي ذر) رضي الله عنه (قال: أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم "بالظهر" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبرد، أبرد"، أو قال: "انتظر، انتظر". وقال: "إن شدة الحر من فيح جهنم".).
"وعن" تطلق بمعنى الباء. كما يقال: رميت عن القوس. أي بها. واختلف أهل العلم في الجمع بين هذا الحديث، والحديث المتقدم.
فقال المحققون: "الإبراد" رخصة" "والتقديم" أفضل. واعتمدوا حديث "خباب" وهو الصحيح المختار، وحملوا حديث "الإبراد" على [ ص: 154 ] الترخيص والتخفيف في التأخير. وهو الراجح والصواب في هذا الباب كما تقدم.
وقال النووي: الصحيح استحباب "الإبراد". وبه قال جمهور العلماء، وجمهور الصحابة، لكثرة الأحاديث الصحيحة فيه، المشتملة على فعله، والأمر به، في مواطن كثيرة، ومن جهة جماعة من الصحابة انتهى.
(قال nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر: حتى رأينا فيء التلول) جمع "تل" وهو معروف "والفيء" لا يكون إلا بعد الزوال.
وأما الظل؛ فيطلق على ما قبل الزوال وبعده.
هذا قول أهل اللغة.
والمعنى: أنه: أخر تأخيرا كثيرا حتى صار للتلول " فيء" "والتلول" منبطحة غير منتصبة، ولا يصير لها فيء في العادة إلا بعد زوال الشمس بكثير.