(عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه ) ، وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بلفظ : «عن مطرف عن أبيه ) (قال : أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يقرأ : ألهاكم التكاثر - قال : «يقول ابن آدم : مالي . مالي . - قال - : وهل لك ، يا بن آدم ! من مالك : إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ؟ » ) .
قال في (فتح البيان )- في معنى الآية الشريفة - : أي : شغلكم التمادي في التكاثر : بالأموال ، والأولاد ، والتباهي ، والتفاخر بكثرتها : عن طاعة الله تعالى ، والتغالب فيها . يقال «ألهاه عن كذا ، وأقهاه » : إذا شغله .
وقال الحسن : معناه أنساكم حتى أدرككم الموت - وأنتم على تلك الحال - .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : ألهاكم التشاغل بالمعاش . وقيل : المعنى : متم ، ودفنتم في المقابر .
قال مقاتل ، وقتادة ، وغيرهما : نزلت في اليهود ، حين قالوا : نحن أكثر من بني فلان ، وبنو فلان أكثر من بني فلان . ألهاهم ذلك حتى ماتوا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي : نزلت في حيين من قريش (بني عبد مناف ، وبني سهم ) تعادوا وتكاثروا : بالسيادة ، والأشراف - في الإسلام - ؛ فقال كل حي منهم : نحن أكثر سيدا ، وأعز عزيزا ، وأعظم نفرا ، وأكثر قائدا . فكثر بنو مناف بني سهم . ثم تكاثروا بالأموات : فكثرتهم بهم . فنزلت : «ألهاكم التكاثر » فلم ترضوا ، حتى زرتم المقابر (مفتخرين بالأموات ) .
وعن أبي بردة ؛ قال : نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار (بني حارثة ، وبني الحارث ) . تفاخروا وتكاثروا .
وبالجملة : ظاهر الآية : الشمول والعموم ، ويدخل فيه : من نزلت فيهم ، دخولا أوليا .
[ ص: 835 ] وقال سبحانه وتعالى : « ألهاكم التكاثر ولم يقل : عن كذا ، بل أطلقه ، لأن الإطلاق أبلغ في الذم ، لأنه يذهب فيه الوهم كل مذهب ؛ فيدخل فيه : جميع ما يحتمله المقام . ولأن حذف المتعلق : مشعر بالتعميم ، كما تقرر في علم البيان .