وقال النووي: «باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين، وإطلاق «عدم الإيمان» ، على من لم يحبه هذه المحبة» .
(حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، النووي ص 10 جـ2 المطبعة المصرية
قال في «المشكاة» : متفق عليه. قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: لم يرد به حب الطبع، بل أراد به حب الاختيار. لأن حب الإنسان نفسه طبع. ولا سبيل إلى قلبه.
فمعناه لا تصدق في حبي حتى تفني في طاعتي نفسك، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال nindex.php?page=showalam&ids=14961وعياض: المحبة ثلاثة أقسام؛ «محبة إجلال وإعظام» ؛ كمحبة الوالد. «ومحبة شفقة ورحمة» ؛ كمحبة الولد. «ومحبة مشاكلة واستحسان» ؛ كمحبة سائر الناس. فجمع أصناف المحبة في محبته.
قال: وإذا تبين ما ذكرناه، تبين أن حقيقة الإيمان، لا تتم إلا بذلك، ولا يصح الإيمان إلا بتحقيق إعلاء قدر النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته على كل والد وولد ومحسن ومفضل. ومن لم يعتقد هذا أو اعتقد سواه: فليس بمؤمن انتهى.
وأولى الناس بهذه المحبة، هم أهل الحديث من بين سائر الناس. فقد نصروا سنته، وأعلوا منزلته، «وذبوا» عن شريعته، وردوا كل ما خالف حديثه، ونفوا عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، «وأعظمهم في ذلك: أصحاب الكتب الستة؛ ومن حذا حذوهم، ثم أئمة الحديث الذين قاموا بذلك، وأوذوا في سبيل الله ورسوله، كشيخ الإسلام «ابن تيمية» ، وتلاميذه، وكابن حزم الظاهري، وأصحابه، وكالشوكاني وأتباعه، وأحبابه، ومن في طبقة هؤلاء الكرام؛ فإنهم أسوة الدين، وقدوة المسلمين، وعليهم المعول في معرفة الحق والصواب، في معارك الاختلاف، ومزالق الأفهام، والله أعلم.