(عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ) ؛ رضي الله عنه: (قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: "ربنا لك الحمد ملء السماوات؛ والأرض ؛ وملء ما شئت من شيء بعد" ) .
(ملء ) : هو بنصب الهمزة، ورفعها؛ والنصب أشهر. وهو الذي اختاره ابن خالويه، ورجحه، وأطنب في الاستدلال له.
وجوز الرفع، على أنه مرجوح.
وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: أنه يتعين الرفع. ولا يجوز غيره. وبالغ في إنكار النصب.
وقد ذكر النووي جميع ذلك بدلائله، مختصرا، في "تهذيب الأسماء واللغات".
قال العلماء: معناه: حمدا، لو كان أجساما لملأ السماوات والأرض.
"أهل الثناء والمجد!" أهل، منصوب على النداء. هذا هو المشهور. وجوز بعضهم رفعه على تقدير: أنت أهل الثناء. والمختار: النصب.
(والثناء ) : الوصف الجميل، والمدح.
[ ص: 386 ] (والمجد ) : العظمة، ونهاية الشرف. هذا هو المشهور في الرواية في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره.
قال القاضي: ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13486ابن ماهان: "أهل الثناء والحمد!" وله وجه. ولكن الصحيح المشهور الأول.
"أحق ما قال العبد. وكلنا لك عبد". هكذا هو في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره: (أحق ) بالألف "و كلنا" بالواو.
وأما ما وقع في كتب الفقه: (حق ما قال العبد: كلنا ) بحذف الألف والواو. فغير معروف من حيث الرواية. وإن كان كلاما صحيحا.
وعلى الرواية المعروفة تقديره: أحق قول العبد: "لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
واعترض بينهما "وكلنا لك عبد". ومثل هذا الاعتراض في القرآن قول الله تعالى:
الأهل أتاها والحوادث جمة بأن امرأ القيس بن يملك يبقرا
ونظائره كثيرة.
وإنما يعترض ما يعترض من هذا الباب، للاهتمام به. وارتباطه بالكلام السابق. وتقديره هنا: أحق قول العبد: (لا مانع لما أعطيت؛ وكلنا لك عبد ) . فينبغي لنا أن نقوله.
وقد أوضح هذه المسألة النووي ، بشواهدها، في آخر صفة الوضوء.
من "شرح المهذب.
وفي هذا الكلام دليل ظاهر، على فضيلة هذا اللفظ. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى: أن هذا أحق ما قاله العبد.
[ ص: 388 ] "وذا الجد" المشهور فيه فتح الجيم. هكذا ضبطه العلماء المتقدمون والمتأخرون.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: ومنهم من رواه بالكسر. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: هو بالفتح. قال: وقاله الشيباني بالكسر. قال: وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل. ولا يعلم من قاله غيره.
وضعف nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ومن بعده "الكسر". وقالوا: ومعناه على ضعفه:
الاجتهاد.
أي: لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده. إنما ينفعه، وينجيه رحمتك. وقيل: المراد: الجد، والسعي التام؛ في الحرص على الدنيا..
وقيل: معناه: الإسراع في الهرب. أي: لا ينفع ذا الإسراع في الهرب منك هربه. فإنه في قبضتك وسلطانك.
والصحيح المشهور: الجد. بالفتح. وهو الحظ، والغنى؛ والسلطان.
أي لا ينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال، والولد، والعظمة، والسلطان، منك حظه. أي: لا ينجيه حظه منك.