وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب: أحدها: أن تطويل السجود، وتكثير الركوع والسجود، أفضل.
حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، والبغوي، عن جماعة.
وممن قال بتفضيل تطويل السجود: nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما.
[ ص: 397 ] والثاني: مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، وجماعة: أن تطويل القيام أفضل. لحديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم :
ولأن ذكر القيام: القراءة. وذكر السجود: التسبيح. والقراءة أفضل. لأن المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يطول القيام أكثر من تطويل السجود.
والثالث: أنهما سواء. وتوقف nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل رضي الله عنه في المسألة، ولم يقض فيها بشيء.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه: أما في النهار، فتكثير الركوع والسجود أفضل.
وأما في الليل، فتطويل القيام، إلا أن يكون للرجل جزء بالليل يأتي عليه، فتكثير الركوع والسجود أفضل. لأنه يقرأ جزأه، ويربح كثرة السجود والركوع.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: إنما قال إسحاق هذا، لأنهم وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل بطول القيام، ولم يوصف من تطويله بالنهار ما وصف بالليل. انتهى.
وهذا مبني على أن المراد بهذا السجود: سجود الصلاة.
[ ص: 398 ] وقد عرفناك، أن هذا السجود- هو السجود المنفرد-. وقد وردت به وبأنواعه من سجودات التلاوة والشكر، الأحاديث الصحيحة الكثيرة. فحمله على المعنى المجازي، مع تمشية المعنى الحقيقي، لا ينبغي لمن يعرف مدارك الشرع، ويعلم بكيفية الاستدلال.
ومن غرائب صنع الله سبحانه في خلقه، غفلة هذه الأئمة في هذا الحديث وما في معناه، عن معناه الحقيقي، وإيثار المجاز والتأويل فيه على الحقيقة الواضحة الظاهرة البينة، والتصريح.