«وفيه ضرب الأمثال والأشباه. «وفيه» توقير الكبار كما فعل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر؛ لكن إذا لم يعرف الكبار المسألة، فينبغي للصغير الذي يعرفها، أن يقولها، «وفيه» سرور الإنسان بنجابة ولده، وحسن فهمه، وقول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه: -لأن تكون قلت: هي النخلة أحب إلي - أراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو لابنه، ويعلم حسن فهمه ونجابته. «وفيه فضل النخل. قال العلماء: وشبه النخلة بالمسلم في كثرة خيرها، ودوام ظلها، وطيب ثمرها، ووجوده على الدوام، فإنه من حين يطلع ثمرها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس؛ وبعد أن ييبس يتخذ منه منافع كثيرة، ومن خشبها، وورقها، وأغصانها، فيستعمل جذوعا، وحطبا، وعصيا، ومخاصر، وحصرا، وحبالا، وأواني، وغير ذلك. ثم آخر شيء منها «نواها» ؛ وينتفع به علفا للإبل، ثم جمال نباتها، وحسن هيئة ثمراتها.
فهي منافع كلها، وخير، وجمال. كما أن المؤمن خير كله؛ من كثرة طاعاته، ومكارم أخلاقه، ويواظب على صلاته، وصيامه، وقراءته، وذكره، والصدقة، والصلة، وسائر الطاعات، وغير ذلك.
فهذا هو الصحيح في وجه التشبيه. قيل: وجه الشبه أنه إذا قطع رأسها ماتت، بخلاف باقي الشجر. وقيل: لأنها لا تحمل حتى تلقح ؛ والله أعلم.
هذا آخر كلام النووي «رح» . ومن محاسن الاتفاقات أني كنت [ ص: 154 ] أطالع «المشكاة» في أيام الطفولية، فلما مررت على هذا الحديث، وقرأت قوله صلى الله عليه وسلم فيه «أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن» وقع في نفسي، ما وقع في نفس nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، رضي الله عنه، أنها «النخلة» . ثم لما وصلت إلى قوله «هي النخلة» فرحت فرحا شديدا، من وجهين واضحين:
الأول-موافقة nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في الفهم والإدراك أولا.
والثاني مطابقة هذا الوقوع بما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذاك فرح لا يساويه فرح. وهذه مسرة لا يوازيها مسرة. ولله الحمد.