(عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ) ؛ رضي الله عنه (قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: "مالي أراكم رافعي أيديكم، كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة" ) .
(قال: ثم خرج علينا فقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟" فقلنا: يا رسول الله ! وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف" ) .
ومعنى إتمامها: أن يتم الأول ولا يشرع في الثاني، حتى يتم الأول. ولا في الثالث، حتى يتم الثاني. ولا في الرابع، حتى يتم الثالث. وهكذا إلى آخرها.
"وفيه" أن الملائكة يصلون، وأن صفوفهم على هذه الصفة. "وفيه" رد على من يرى تفريق الجماعات في مسجد واحد، كالمسجد الحرام، وغيره. في وقت واحد.
وقد رأى كل واحد هذا التفرق فيه، وصلاة أهل المذاهب الأربعة في أربع مصليات.
وهذه البدعة قد رفعت السنة المأثورة، التي هي الاجتماع في الصلوات الخمس، والجمع، والأعياد.
[ ص: 487 ] قال الشوكاني "رحمه الله" في (إرشاد السائل إلى دليل المسائل ) : عمارة المقامات أي: المصليات ) ؛ في الحرم الشريف المكي بدعة، بإجماع المسلمين؛ أحدثها شر ملوك الجراكسة: (فرح بن برقوق ) ، في أوائل المائة التاسعة من الهجرة.
وأنكر ذلك أهل العلم في ذلك العصر، ووضعوا فيه مؤلفات، وقد بينت ذلك في غير هذا الموضع.
ويا لله العجب ! من بدعة يحدثها من هو شر ملوك المسلمين في خير بقاع الأرض، كيف لم يغضب لها من جاء بعده من الملوك المائلين إلى الخير؟! لاسيما وقد صارت هذه المقامات، سببا من أسباب تفريق الجماعات.
وبالجملة، فكل عالم عاقل متشرع، يعلم أنه حدثت بسبب هذه المذاهب (التي فرقت الإسلام فرقا ) مفاسد، أصيب بها الدين، وأهله؛ وأن من أعظمها خطرا وأشدها على الإسلام آفة، ما يقع الآن في الحرم الشريف المكي، من تفريق الجماعات في الصلوات، ووقوف كل طائفة في مقام من هذه المقامات؛ كأنهم أهل أديان مختلفة، وشرائع غير مؤتلفة؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون. انتهى كلامه رحمه الله.