[ (عن nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة» ، رضي الله عنه «قال: كنا عند nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين في رهط «منا، وفينا بشير بن كعب، فحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=40عمران يومئذ؛ قال: قال رسول الله - «الحياء خير كله- ) .]
هذا الحديث، وحديث «ولا يأتي إلا بخير» قد يشكل على بعض الناس، من حيث إن صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق من يجله، فيترك أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر. وقد يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة.
وأجاب عن ذلك جماعة من الأئمة، منهم nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح: أن هذا المانع ليس «بحياء» حقيقة. بل هو عجز، وخور ، ومهانة.
وإنما تسميته (حياء) من إطلاق بعض أهل العرف، أطلقوه مجازا لمشابهته «الحياء الحقيقي» .
وإنما حقيقة الحياء «خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق. ونحو هذا» ، ويدل عليه ما تقدم عن الجنيد (رح)، والله أعلم.
قال: «فغضب عمران حتى احمرتا عيناه» .كذا هو في الأصول.
وهو صحيح جار على لغة «أكلوني البراغيث» ، ومثله «وأسروا النجوى الذين ظلموا» على أحد المذاهب فيها، ومثله «يتعاقبون فيكم ملائكة» وأشباهه كثيرة معلومة.
وفي سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود «واحمرت عيناه» من غير ألف وهذا ظاهر.
(وقال: ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعارض فيه؟ قال: فأعاد عمران الحديث. قال: فأعاد بشير؛ فغضب nindex.php?page=showalam&ids=40عمران. وقال: ما زلنا نقول: إنه منا يا أبا نجيد! إنه لا بأس به ) ، نجيد بضم النون وفتح الجيم. «وأبو نجيد» هو: عمران بن الحصين، كني بابنه «نجيد» ؛ وإنكار عمران لكونه قال: «ومنه ضعف» ، بعد سماعه قول النبي «إنه خير كله» ، ومعنى «تعارض» تأتي بكلام في مقابلته، وتعتبر بما خالفه، وقوله «إنه منا» معناه: ليس هو ممن يهم بنفاق أو زندقة [ ص: 162 ] أو بدعة أو غيرها، مما يخالف به أهل الاستقامة والله أعلم.
وقد وقع مثل هذا الإنكار من جمع جم من السلف، بل والخلف الصلحاء على من عارض قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول أحد من الناس كائنا من كان، واشتد نكيرهم على المعارض. وهذا باب واسع جدا لا يحصيه هذا المقام.
والحاصل: أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأتعجب ممن يؤمن بالله، ورسوله، واليوم الآخر، كيف يطيب قلبه بعد ما سمع حديثا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من الأشياء، أو باب من الأبواب، ثم يميل إلى إصغاء قول أحد من آحاد الأمة، ويقدم ذلك القول الذي جاء ممن يخطئ ويصيب، على حديث من لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى ؟!