فعلى هذا، هو قول يقوله، يؤثر في تثبيط النائم، كتأثير السحر.
وقيل: يكون فعلا يفعله، كفعل النفاثات في العقد.
وقيل: هو من عقد القلب، وتصميمه. فكأنه يوسوس في نفسه، ويحدثه بأن عليك ليلا طويلا، فتأخر عن القيام. وقيل: هو مجاز، كنى به عن تثبيط الشيطان عن قيام الليل.
والحمل على الحقيقة والظاهر، أولى من الحمل على المجاز.
"فإذا استيقظ فذكر الله" عز وجل " انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان".
أي: تمام عقدتين؛ أي: انحلت عقدة ثانية، وتم بها عقدتان.
"فإذا صلى انحلت العقد. فأصبح نشيطا طيب النفس"، لسروره بما وفقه الله الكريم له من الطاعة، ووعده به من ثوابه؛ مع ما يبارك له في نفسه، وتصرفه في كل أموره، مع مازال عنه من عقد الشيطان، وتثبيطه.
[ ص: 69 ] "وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" لما عليه من عقد الشيطان، وآثار تثبيطه، واستيلائه. مع أنه لم يزل ذلك عنه.
"فيه": الحث على ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ، وجاءت فيه أذكار مخصوصة مشهورة في الصحيح، وقد جمعها النووي وما يتعلق بها، في باب من كتاب (الأذكار) وغيره في غيره.
ولا يتعين لهذه الفضيلة ذكر، لكن الأذكار المأثورة فيه أفضل.
"وفيه": التحريض على الوضوء حينئذ ؛ وعلى الصلاة وإن قلت. وظاهر الحديث: أن من لم يجمع بين الأمور الثلاثة ؛ وهي الذكر، والوضوء، والصلاة، فهو داخل فيمن يصبح خبيث النفس كسلان.
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري بوب لهذا الحديث: (باب عقد الشيطان على رأس من لم يصل) ، فأنكر عليه nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري، وقال: الذي في الحديث، أنه يعقد على قافية رأسه وإن صلى بعده.
وإنما ينحل عقده بالذكر والوضوء، والصلاة.
[ ص: 70 ] قال: ويتأول كلام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، أنه أراد أن استدامة العقد، إنما تكون على من ترك الصلاة.
وجعل من صلى وانحلت عقده، كمن لم يعقد عليه، لزوال أثره.