[ ص: 101 ] إيمانا، واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه " أي تصديقا: بأنه حق، مقتصد فضيلته.
ومعنى: احتسابا: أن يريد الله وحده، لا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك، مما يخالف الإخلاص.
والمراد بهذا القيام: صلاة التراويح كما تقدم.
(فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
(وصدرا من خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على ذلك) .
أي: استمر الأمر هذه المدة، على أن كل واحد يقوم رمضان في بيته منفردا، حتى انقضى صدر من خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه.
ثم جمعهم عمر على nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب، فصلى بهم جماعة، واستمر العمل على فعلها جماعة. وقد جاءت هذه الزيادة في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، في: "كتاب الصيام ".
هذا كلام النووي (رحمه الله) .
وأقول: قال شيخنا وبركتنا الشوكاني (رحمه الله) ، في (السيل الجرار) : صلاة التراويح قد ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في ليالي رمضان، وائتم به جماعة، وعلم بهم، فترك مخافة أن تفرض عليهم؛
وهذا ثابت في أحاديث صحيحة في الصحيحين، وغيرهما.
[ ص: 102 ] ولهذا تقرر أن صلاة النوافل "في ليالي رمضان" جماعة سنة، لا بدعة.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك إلا لذلك العذر.
ففي هذا الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم في النافلة، في ليالي رمضان جماعة. فكيف تكون الجماعة بدعة ؟!.
ولم يقع من nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إلا أنه لما خرج إلى المسجد، فوجد أوزاعا متفرقين، [ ص: 103 ] يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال: إني أرى، لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أولى.
ثم عزم، فجمعهم على nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب. فقد كانت الجماعة في المسجد موجودة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل أن يجمعهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه، وبهذا تعرف؛ أن التجميع في النوافل في ليالي رمضان سنة، لا بدعة.
وأما ما استحسنه جماعة من أهل العلم، من جعل هذه الصلاة عشرين ركعة، وجعل القراءة في كل ركعة شيئا معينا؛
فهذا لم يكن ثابتا بخصوصه، لكنه من جملة ما يصدق عليه أنه صلاة، وأنه جماعة، وأنه في رمضان. انتهى.