وأما "البدنة": فقال جمهور أهل اللغة، وجماعة من الفقهاء: يقع على الواحدة من الإبل، والغنم، والبقر.
سميت بذلك لعظم بدنها.
وخصها جماعة بالإبل. والمراد هنا: "الإبل" بالاتفاق. لتصريح الأحاديث بذلك.
والبدنة، والبقرة، يقعان على الذكر والأنثى، باتفاقهم.
والهاء فيها للواحدة. "كقمحة"، و"شعيرة"، ونحوهما من أفراد الجنس.
وسميت "بقرة": لأنها تبقر الأرض، أي: تشقها بالحراثة.
"والبقر": الشق.
[ ص: 122 ] ومنه قولهم: بقر بطنه. ومنه: سمي محمد "الباقر" رضي الله عنه، لأنه بقر العلم، ودخل فيه مدخلا بليغا ووصل منه غاية مرضية. ووصف الكبش "بالأقرن": لأنه أكمل، وأحسن صورة، ولأن قرنه ينتفع به.
"والدجاجة" بكسر الدال وفتحها، لغتان مشهورتان، ويقع على الذكر والأنثى.
وأصح الأقوال فيها قول مالك: أن أفضل الأضحية الغنم، ثم البقر، ثم الإبل.
قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين.
وحجة الجمهور ظاهر هذا الحديث، والقياس على الهدايا. وليس كما ينبغي.
فإن الحديث ورد في سياق التهجير يوم الجمعة، لا في باب حكم الهدايا والضحايا.
قالوا: وأما تضحيته صلى الله عليه وسلم، فلا يلزم منها ترجيح الغنم، لأنه محمول على أنه لم يتمكن ذلك الوقت إلا من الغنم. أو فعله لبيان الجواز. وقد ثبت في الصحيح: أنه صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر.
وهذا الاحتمال ضعيف. ولعل التضحية بالبقر كانت لبيان الجواز.