وهذه حكاية حال ماضية، ثم من الله على الهند بإنزال الإسلام والمسلمين، ودخول أهلها فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وقد خرج من الهند جمع جم من العلماء الكملة، والفضلاء الجمة، ومنهم من كان محدثا عاملا بالكتاب والسنة.
وأما ما ذكره أهل البدع من ساكني الهند: أن المراد بالمشرق «النجد» ؛ وأهل النجد يصدق عليهم ما ورد في الحديث. وعلى ذلك بنوا تكفير الشيخ محمد بن عبد الوهاب الخارج منه، الداعي إلى إيثار التوحيد ورفض الشرك.
فما أبعده عن محل النزاع، وأقربه إلى عصبية الابتداع! لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخبر «بكون رأس الكفر في المشرق» ، ولم يذكر «النجد خاصة» . والمشرق لا يختص به؛ بل يعم كل بلد وقرية تكون في جهة الشرق من المدينة المنورة: هندا كان، أو سندا.
وأن الشيخ محمدا كان مسلما عالما داعيا إلى الحق. ولم يكن كافرا خارجا على الإسلام، فأين هذا من ذاك ؟
وحديث الباب، لا يتناول إلا من كان بالصفة التي وردت فيه، ومن ليست هذه الصفة فيه، فلا يتناوله لفظ الخبر. سواء كان مشرقيا «نجديا، أو هنديا» ، أو مغربيا «أندلسيا» .