(عن nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص بن عاصم، قال: صحبت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ) رضي الله عنهما (في طريق مكة، قال: فصلى لنا الظهر ركعتين. ثم أقبل، وأقبلنا معه، حتى جاء رحله) . أي: منزله.
(وجلس، وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة) . أي: حضرت، وحصلت.
(نحو حيث صلى، فرأى ناسا قياما، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون. قال: لو كنت مسبحا لأتممت صلاتي) .
"السبحة": النفل. والمسبح هنا: " المتنفل". والمعنى: لو اخترت التنفل، لكان إتمام فريضتي أربعة، أحب إلي. ولكني لا أرى واحدا منهما. بل السنة: القصر، وترك التنفل. ومراده: النافلة الراتبة مع الفرائض، كسنة الظهر، والعصر، وغيرها من المكتوبات.
وأما النوافل المطلقة، فقد كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يفعلها في السفر.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يفعلها، كما [ ص: 254 ] ثبت في مواضع، من الصحيح عنه.
وحديث: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحى يوم الفتح بمكة، وركعتي الصبح حين ناموا، حتى طلعت الشمس) .
وأحاديث أخر صحيحة، ذكرها أصحاب السنن.
والقياس: على النوافل المطلقة.
ولعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان يصلي الرواتب في رحله، ولا يراه nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . فإن النافلة في البيت أفضل.
أو لعله تركها في بعض الأوقات، تنبيها على جواز تركها.
وأما الاحتجاج لتركها، من أنها لو شرعت لكان إتمام الفريضة أولى، فالجواب: أن الفريضة متحتمة، فلو شرعت تامة لتحتم إتمامها.
وأما النافلة، فهي إلى خيرة المكلف. فالرفق: أن تكون مشروعة ويتخير إن شاء فعلها، وحصل ثوابها. وإن شاء تركها ولا شيء عليه.
(يا ابن أخي! إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر، فلم يزد على [ ص: 255 ] ركعتين، حتى قبضه الله. وصحبت أبا بكر، فلم يزد على ركعتين، حتى قبضه الله. وصحبت عمر، فلم يزد على ركعتين، حتى قبضه الله. ثم صحبت عثمان، فلم يزد على ركعتين، حتى قبضه الله. وقد قال الله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بعد هذا، في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : (قال: ومع عثمان صدرا من خلافته، ثم أتمها) .
وفي رواية: (ثماني سنين أو قال: ست سنين) . وهذا هو المشهور، أن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان أتم بعد ست سنين من خلافته.
وتأول العلماء هذه الرواية، على أن المراد: أن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان لم يزد على ركعتين "حتى قبضه الله" في غير منى.
والروايات المشهورة، بإتمام nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بعد صدر من خلافته، محمولة على الإتمام بمنى خاصة.
[ ص: 256 ] وقد فسر nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن الحصين في روايته، أن إتمام nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان، إنما كان بمنى. وكذا ظاهر الأحاديث، التي ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بعد هذا.