(عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ) ، رضي الله عنها، (قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه".
فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت) .
وفي رواية أخرى: (وليس منا أحد، إلا وهو يكره الموت) .
(فقال: "ليس كذلك ") . وليس بالذي تذهب إليه.
(ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله، ورضوانه، وجنته، أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله، وسخطه، كره لقاء الله، وكره الله لقاءه) .
وزاد في رواية أخرى: (والموت قبل لقاء الله) .
وفي أخرى: (ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع، فعند ذلك، من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه. ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه) .
[ ص: 289 ] قال النووي : هذا الحديث يفسر آخره أوله. ويبين المراد بباقي الأحاديث المطلقة: (من أحب لقاء الله، ومن كره لقاء الله) .
ومعنى الحديث: أن الكراهة المعتبرة، هي التي تكون عند النزع، في حالة لا تقبل توبته، ولا غيرها. فحينئذ يبشر كل إنسان بما هو صائر إليه، وما أعد له، ويكشف له عن ذلك؛ فأهل السعادة، يحبون الموت ولقاء الله، لينتقلوا إلى ما أعد لهم.
ويحب الله لقاءهم، أي: فيجزل لهم العطاء، والكرامة.
وأهل الشقاوة، يكرهون لقاءه، لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه.
ويكره الله لقاءهم، أي: يبعدهم عن رحمته، وكرامته، ولا يريد ذلك بهم.
وهذا معنى كراهته "سبحانه": لقاءهم.
قال: وليس معنى الحديث، أن سبب كراهة الله تعالى لقاءهم، كراهتهم ذلك. ولا أن حبه تعالى لقاء الآخرين، حبهم ذلك. بل هو صفة لهم. انتهى.
وأول النووي في هذا الكلام: "حب الله، وكراهته"، إلى ما تقدم.
وليس على ما ينبغي. فإن الحب، والكراهة، نطق بهما " السنة الصحيحة". وما لنا ولتأويل ذلك، ولقاء الله تعالى ثابت بالأدلة الصحيحة؟!
[ ص: 290 ] فالصحيح المختار، في أمثال هذه المسائل: هو التفويض، الذي درج عليه سلف هذه الأمة، وأئمتها. دون التأويل، الذي جمد عليه الخلف.
(وشخص البصر) بفتح الشين. معناه: ارتفاع الأجفان إلى فوق، وتحديد النظر.