قال النووي : وقد اتفق أصحابنا على أنه إن صلى عليها بالنهار، أسر بالقراءة.
وإن صلى بالليل؛ ففيه وجهان: الصحيح الذي عليه الجمهور: يسر. والثاني: يجهر.
وأما الدعاء، فيسر به بلا خلاف.
وحينئذ؛ يتأول هذا الحديث، على أن قوله: "حفظت من دعائه"، أي: علمنيه بعد الصلاة، فحفظته. انتهى.
[ ص: 346 ] قلت: هذا التأويل بعيد جدا، يأباه ظاهر الحديث. وكذلك التفصيل الذي ذكره، لا يدل عليه دليل.
بل الحديث فيه دلالة واضحة على الجهر بالدعاء في صلاة الجنازة.
ولا مانع منه شرعا وعقلا.
ولا داعي إليه، فيكون الجهر والإسرار فيها سواء، كباقي الصلوات.
(وهو يقول: " اللهم اغفر له وارحمه. وعافه واعف عنه. وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج، والبرد ونقه من الخطايا، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه. وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر - أو من عذاب النار - ".) .
وكم قد وقفت على هذا الدعاء! وتمنيت ما تمناه الراوي، ورجوت من الله سبحانه وتعالى، أن يعاملني بعد موتي بمقتضاه، وييسر لي ذلك كله بلطفه، ومنه، وكرمه، وعطائه.
فإنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير. وما ذلك على الله بعزيز.