السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
10809 - أخبرنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا عبد الله ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته ماء من وضوئه ، معلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاصي ، فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال ، فإن رأيت أن تؤويني إليك ، حتى تحل يميني فعلت ، فقال : نعم ، قال أنس : فكان عبد الله بن عمرو بن العاصي يحدث أنه بات معه ليلة ، أو ثلاث ليال ، فلم يره يقوم من الليل بشيء ، غير أنه إذا [ ص: 332 ] انقلب على فراشه ذكر الله ، وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ، فيسبغ الوضوء ، قال عبد الله : غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث ليال ، كدت أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلعت أنت تلك الثلاث مرات ، فأردت آوي إليك ، فأنظر عملك ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، فانصرفت عنه ، فلما وليت دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين ، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه ، قال عبد الله بن عمرو : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية