السنن الكبرى للنسائي

النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

صفحة جزء
37 - غزوة الترك والحبشة

4580 - أخبرنا عيسى بن يونس الرملي الفاخوري ، قال : حدثنا ضمرة ، عن أبي زرعة السيباني ، عن أبي سكينة - رجل من المحررين - عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخذ المعول ، ووضع رداءه ناحية الخندق ، [وضرب] وقال : وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، فندر ثلث الحجر ، وسلمان الفارسي قائم ينظر ، فبرق مع ضربة رسول الله صلى الله عليه وسلم برقة ، ثم ضرب الثانية ، وقال : وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، [ ص: 324 ] فندر الثلث الآخر ، فبرقت برقة يراها سلمان ، ثم ضرب الثالثة ، وقال : وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، فندر الثلث الباقي

[وبرق برقة] وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذ رداءه ، وجلس ، قال سلمان : يا رسول الله ، رأيتك حين ضربت ، لا تضرب ضربة إلا كانت معها برقة ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا سلمان رأيت ذلك ؟ قال : إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله ، قال : فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ، ومدائن كثيرة ، حتى رأيتها بعيني ، فقال له من حضره من أصحابه : يا رسول الله ، ادع الله أن يفتحها علينا ، ويغنمنا ذراريهم ; ونخرب بأيدينا بلادهم ، قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك .

قال : ثم ضربت الضربة الثانية ، فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها ، حتى رأيتها بعيني ، قال : يا رسول الله ، ادع الله أن يفتحها علينا ، ويغنمنا ذراريهم ، ونخرب بأيدينا بلادهم ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم ضربت الثالثة ، فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى ، حتى رأيتها بعيني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : دعوا الحبشة ما ودعوكم ، واتركوا الترك ما تركوكم
.

التالي السابق


الخدمات العلمية