وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم .
[73]
وإلى ثمود هو ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح، والمراد هنا: القبيلة، وقيل: سميت ثمود; لقلة مائها، والثمد: الماء القليل،
[ ص: 543 ] وكانت مساكنهم الحجر بين
المدينة الشريفة والشام، وكانوا عربا يعبدون الأصنام.
أخاهم أي: أرسلنا إلى ثمود أخاهم في النسب لا في الدين.
أخاهم صالحا هو ابن عبيد بن أسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن ثمود.
قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وبالغ
صالح في الإنذار، وادعى النبوة وقال:
قد جاءتكم بينة حجة
من ربكم على صدقي، فقال سيدهم
جندع بن عمرو: تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة مخترجة وبراء عشراء، والمخترجة: ما شاكلت البخت من الإبل، فقال: إن فعلت تؤمنوا؟ قالوا: نعم، فأخذ مواثيقهم على ذلك، فتمخضت الصخرة عن ناقة كما أرادوا، ثم نتجت مثلها في العظم.
هذه ناقة الله أضافها إلى الله على التفضيل; لأنها جاءت من عنده بلا وسائط وأسباب معهودة.
لكم آية نصب على الحال.
فذروها تأكل من المرعى
في أرض الله ، فالأرض له، والناقة ناقته، لا اعتراض لكم عليها.
ولا تمسوها بسوء بعقر ولا ضرب.
فيأخذكم عذاب أليم فآمن
جندع ورهطه.