وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون يوسف: 43].
[43]
وقال الملك يعني: ملك
مصر الأكبر، وهو
الريان بن الوليد، من العمالقة، وهو فرعون يوسف، والقبط تسميه
نهراوش، وكان عظيم الخلق، جميل الوجه، عاقلا متمكنا، وهو جد فرعون
موسى، وكان أقوى
[ ص: 426 ] أهل الأرض في زمانه، وكان محل ملكه
مدينة منف من أرض
مصر، وكانت في غربي
النيل على مسافة اثني عشر ميلا من مدينة
فسطاط مصر المعروفة يومئذ
بمصر القديمة، ومنف أول مدينة عمرت بأرض
مصر بعد الطوفان، وكانت دار الملك بمصر في قديم الزمان، ولما دنا فرج يوسف، رأى الملك رؤيا عجيبة هالته، فجمع السحرة والكهنة والمعبرين، وقصها عليهم فقال:
إني أرى قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو، nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع، nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر، nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير: (إني) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها.
سبع بقرات سمان خرجن من البحر.
يأكلهن سبع عجاف أي: وخرج عقبهن سبع بقرات عجاف، وهي التي بلغت من الهزال النهاية، فابتلعت العجاف السمان، فدخلت في بطونهن، ولم يتبين على العجاف منها شيء.
وسبع سنبلات خضر قد انعقد حبها
وأخر أي: وسبعا أخر
يابسات قد أدركت فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليها، ولم يبق من خضرتها شيء، فقال لعرافيه ومنجميه:
يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي عبروها.
إن كنتم للرؤيا تعبرون تفسرون. قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي، وخلف: (للرؤيا) بالإمالة، واختلاف القراء في الهمزتين من (الملأ أفتوني)
[ ص: 427 ] كاختلافهم فيهما من (السفهاء ألا) في سورة البقرة [الآية: 13].
* * *