عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا .
[8]
عسى ربكم أن يرحمكم بعد انتقامه منكم إن تبتم ، فيرد الدولة إليكم ، فتابوا ، فرحمهم
وإن عدتم إلى المعصية
عدنا إلى العقوبة ، فعادوا بتكذيب
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فعاد الله بتسليطه عليهم ، فقتل
قريظة وأجلى
بني النضير ، وضرب الجزية على الباقين ، فهم يعطونها عن يد وهم صاغرون .
وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا سجنا ؛ من الحصر ، لا يقدرون على الخروج منها ، واستمر
بيت المقدس ومسجده خرابا إلى أن تراجع البلد إلى العمارة قليلا قليلا ، وترمم شعثه ، وملكه الروم واستوطنوه ، واستمر المسجد الأقصى خرابا يلقى فيه القمامات ، وبقي الحال على ذلك حتى جاء الإسلام ، وقدم أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفتح
القدس ، وعمر
المسجد الأقصى زاد الله شرفه في سنة خمس عشرة من
[ ص: 84 ] الهجرة الشريفة ، وقيل : في سنة ست عشرة في ربيع الأول ، وقيل : لخمس خلون من ذي القعدة ، والله أعلم .
* * *