ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا .
[83]
ويسألونك عن ذي القرنين هو
الإسكندر الذي ملك الدنيا ، وكان في زمن سيدنا
إبراهيم الخليل عليه السلام ، وقيل : اسمه
عبد الله ، أو
مرزبان ، وكان عبدا صالحا ، أحب الله فأحبه الله ، وناصح الله فناصحه الله ، وهو من ذرية
نوح عليه السلام ، وسمي
ذا القرنين ؛ لأنه بلغ قرني الشمس : مشرقها ومغربها ، وقيل : بعثه الله إلى قومه ، ولم يكن نبيا ، فأمرهم بالتقوى ، فضربوه على قرنه فمات ، فأحياه الله تعالى ، ثم بعثه مرة أخرى إليهم ، فضربوه على قرنه فمات ، فأحياه ، فسمي
ذا القرنين ، وقيل غير ذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية : أحسن الأقوال أنه كان ذا ظفرتين من شعرهما قرناه ، فسمي به ، والظفائر قرون الرأس .
وروي أن جميع من ملك الدنيا كلها أربعة : مؤمنان ، وكافران ، فالمؤمنان :
سليمان بن داود ،
والإسكندر ، والكافران :
نمرود ،
وبخت نصر .
وتوفي
الإسكندر بناحية السواد
بشهرزور بعد أن غزا الهند حتى انتهى
[ ص: 212 ] إلى البحر المحيط ، فهال ذلك ملوك المغرب ، فوفدت عليه رسلهم بالانقياد والطاعة ، ودخل الظلمات مما يلي القطب الشمالي وبحر الشمس في الجنوب في أربع مئة رجل من أصحابه يطلب عين الحياة ، فلم يصبها ، فسار فيه ثمانية عشر يوما ، وبنى اثنتي عشرة مدينة سماها كلها إسكندرية ، وكانت مملكته اثنتي عشرة سنة ، وقيل : ثلاث عشرة ، وقيل : أربع عشرة ، وكان عمره ستا وثلاثين سنة ، كذا نقله بعض المؤرخين ، وقال
الكواشي : قالوا : وعاش ألفا وست مئة سنة ، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي قولا أن سبب تسميته بذي القرنين ؛ لأنه انقرض في أيامه قرنان من الناس ، والله أعلم .
قل سأتلو عليكم سأذكر لكم
منه من خبره
ذكرا خبرا .
* * *