[ ص: 222 ] قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا [الكهف : 98] .
[98] فلما فرغ منه
قال هذا أي : السد
رحمة من ربي علي وعليكم ؛ لعدم خروجهم بسببه
فإذا جاء وعد ربي أي : وقت خروجهم .
جعله دكاء قرأ الكوفيون : (دكاء ) بالمد والهمز من غير تنوين ؛ أي : أرضا ملساء ، والباقون : بالتنوين من غير همز ؛ أي : مستويا مع وجه الأرض .
وكان وعد ربي حقا واجبا بالثواب والعقاب وغيرهما ، هذا آخر كلام ذي القرنين .
روي أنهم يحفرون كل يوم الردم ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا ، فستحفرونه غدا ، فيعيده الله كما كان ، حتى إذا بلغت مدتهم ، حفروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ، فيعودون وهو كهيئته ، فيحفرونه ، ويخرجون ، مقدمتهم
بالشام ، وساقتهم
بخراسان ، فيشربون المياه ، وينحصر الناس منهم في حصونهم ، ولا يقدرون على إتيان مكة والمدينة وبيت المقدس ، ويرمون بسهامهم إلى السماء ، فترجع كهيئة الدم ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض ، وعلونا أهل السماء ، فيرسل الله تعالى عليهم دودا في أعناقهم ، فيهلكون جميعا ، فيرسل الله عليهم طيرا ، فتلقيهم في البحر ، ويرسل مطرا يغسل الأرض ، وخروجهم يكون بعد خروج الدجال وقتل عيسى إياه .