صفحة جزء
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون .

[3] الذين يؤمنون أي: يصدقون، وحقيقة الإيمان: لغة: التصديق بما غاب، وشرعا: عند أبي حنيفة : تصديق بالقلب، وعمل باللسان، وعند الثلاثة: عقد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، فدخل كل الطاعات، ويأتي ذكر الخلاف في زيادته ونقصانه، والاستثناء فيه في سورة [ ص: 51 ] الفتح إن شاء الله تعالى. قرأ أبو عمرو، وورش عن نافع، وأبو جعفر : (يومنون) حيث وقع بواو ساكنة بغير همز، والآخرون يهمزونه.

بالغيب هو مصدر، وضع موضع الاسم، فقيل للغائب: غيب، كما قيل للعادل: عدل، والغيب ما كان مغيبا عن العيون; المعنى: يؤمنون بما غاب عنهم مما أخبر الله عنه.

ويقيمون الصلاة أي: يديمونها، ويحافظون عليها في مواقيتها بحدودها وأركانها وهيئاتها، والمراد بها الصلوات الخمس. والصلاة في اللغة: الدعاء. قرأ ورش عن نافع (الصلاة) بتغليظ اللام حيث وقع.

ومما رزقناهم أي: أعطيناهم، والرزق: اسم لكل ما ينتفع به، حتى الولد والعبد، وأصله في اللغة الحظ والنصيب. قرأ ابن كثير، وأبو جعفر، وقالون بخلاف عنه: (رزقناهمو) بواو بعد الميم.

ينفقون يخرجون عن أيديهم ما فيها في طاعة الله، وأصل الإنفاق: الإخراج عن اليد والملك، فهذه الآية في المؤمنين من مشركي العرب.

التالي السابق


الخدمات العلمية