[ ص: 513 ] إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم .
[11] ولما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة
بني المصطلق ، وهي غزوة
المريسيع في سنة ست من الهجرة الشريفة ، ومعه
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها ، وقعت قصة الإفك في تلك الغزوة ، وهي قذف
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بصفوان بن المعطل ، وكان
صفوان حصورا لا يأتي النساء .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة -رضي الله عنها- قالت : "والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول : سبحان الله ، فوالذي نفسي بيده! ما كشفت من كنف أنثى قط ، قالت : ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله" ، والقصة مشهورة في الحديث الشريف ، فنزل قوله تعالى :
إن الذين جاءوا بالإفك هو سوء الكذب
عصبة جماعة
منكم يعني :
عبد الله بن أبي بن سلول المنافق ،
nindex.php?page=showalam&ids=7927ومسطح ،
nindex.php?page=showalam&ids=144وحسان بن ثابت ،
وحمنة بنت جحش ، وغيرهم .
لا تحسبوه أي : الإفك ، والخطاب
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة وأهلها
وصفوان .
شرا لكم قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر ، nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر : (تحسبوه )
[ ص: 514 ] و (تحسبونه ) (يحسبه ) (يحسب ) كيف أتى مستقبلا بفتح السين ، والباقون : بالكسر .
بل هو خير لكم بأن تثابوا ، وتظهر براءتكم
لكل امرئ منهم يعني : من العصبة الكاذبة
ما اكتسب من الإثم جزاء ما اجترح من الذنب .
والذي تولى كبره منهم قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17379يعقوب : بضم الكاف ، والباقون : بكسرها ، وهما لغتان ، المعنى : والذي تحمل معظم الإفك من الأفاكين هو
عبد الله بن أبي .
له عذاب عظيم أما
ابن أبي ، فمات منافقا ، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان ، فعمي بعد ذلك .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق قال : "دخلنا على
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وعندها
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات له ، وقال :
حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : لكنك ليس كذلك ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق : فقلت لها : لم تأذنين له أن يدخل عليك ، وقد قال الله تعالى :
والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم فقالت : أي عذاب أشد من العمى ؟! وقالت : إنه كان ينافح ويهاجي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " .
[ ص: 515 ]
وروي عنها أنها قالت : "ما سمعت شعره إلا رجوت له الجنة" .
وروي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=942601أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالذين رموا عائشة ، فجلدوا الحد جميعا ثمانين ثمانين .
* * *