وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين .
[7]
وأوحينا إلى أم موسى يوخابد بنت وا، وحي إلهام لا نبوة.
[ ص: 173 ] أن أرضعيه ما أمكنك إخفاؤه، ولما وضعت موسى أمه، وخرجت القابلة من عندها، رآها بعض العيون، فقالت أخته: هذا الحرسي بالباب، فألقته أمه في التنور وهو يسجر، فدخلوا فقالوا: ما شأن هذه القابلة عندك؟ قالت: هي مصافية لي فأرضعته ثمانية أشهر، وقيل: أربعة، وقيل: ثلاثة.
فإذا خفت عليه القتل
فألقيه في اليم البحر، والمراد هنا: النيل.
ولا تخافي عليه الغرق ولا الضيعة
ولا تحزني على فراقه.
إنا رادوه إليك لتربيه
وجاعلوه من المرسلين فجمع في هذه الآية بين أمرين ونهيين، وخبرين وبشارتين، والفرق بين الخوف والحزن: أن الخوف غم يلحق لمتوقع، والحزن خوف يلحق لواقع، فخافت عليه، فوضعته في تابوت مطبق، ثم ألقته في النيل ليلا .
* * *