فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين .
[8] وكان لفرعون ابنة يحبها، وبها برص، فوصفوا لها ريق حيوان شبه الإنسان يخرج من النيل يوم كذا عند طلوع الشمس، تلطخ به وجهها، فتبرأ، فأقبل التابوت على وجه الماء، فقال
فرعون: علي به.
[ ص: 174 ] فالتقطه آل فرعون أي: أخذوه، والالتقاط: هو وجود الشيء من غير طلب، وتقدم حكم اللقطة واللقيط في سورة يوسف .
ليكون لهم عدوا يقتل رجالهم.
وحزنا يسبي نساءهم، واللام في (ليكون) تشبه لام (كي)، وتسمى لام العاقبة، ولام الصيرورة; لأنهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا، ولكن صار عاقبة أمرهم إلى ذلك. قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15833وخلف : (وحزنا) بضم الحاء وسكون الزاي، والباقون: بفتحهما، لغتان بمعنى.
إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين في كل شيء; لأنهم قتلوا ألوفا لأجله، ثم أخذوا
موسى ليكبر وليفعل بهم ما كانوا يحذرون، ففتح التابوت، فوجدوا فيه طفلا صغيرا في مهده بين عينيه نور، وقد جعل الله رزقه في إبهامه يرضع منه لبنا، ولعابه يسيل، وأقبلت بنت فرعون، فلما أخرجوه من التابوت، عمدت إلى مكان يسيل من ريقه، فلطخت به برصها، فبرأت، فقبلته وضمته إلى صدرها.
* * *