فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون .
[13] فجاءت بأمها وهو يصيح بعد أن مكث ثماني ليال لا يقبل ثديا، وهم في طلب مرضعة له، فلما شم ريحها، قبل ثديها، فقال فرعون: من أنت حتى قبل ثديك؟ قالت: إني طيبة الريح، طيبة اللبن، لا أوتى بصبي
[ ص: 178 ] إلا قبل ثديي، فدفعه إليها، وأجرى أجرتها عليها، فكانوا يعطونها كل يوم دينارا ، وأخذتها; لأنها مال حربي، لا أنها أجرة حقيقة على إرضاعها ولدها، فذهبت به إلى بيتها، فذلك قوله تعالى:
فرددناه إلى أمه كي تقر عينها برد
موسى إليها
ولا تحزن بفراقه.
ولتعلم علم مشاهدة.
أن وعد الله الذي وعدها به
حق برده إليها.
ولكن أكثرهم لا يعلمون صحة ذلك، فمكث عندها إلى أن فطمته، وردته، فتبناه فرعون وآسية.
* * *