[ ص: 203 ] فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون .
[48]
فلما جاءهم الحق من عندنا يعني: القرآن،
ومحمد - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا كفار
مكة: لولا أوتي هلا أعطي
محمد. مثل ما أوتي موسى من التوراة وغيرها من الآيات.
قال الله تعالى:
أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل أي: فقد كفروا بآيات
موسى كما كفروا بآيات
محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا سحران أي:
موسى ومحمد تظاهرا تعاونا، وهذا قول العرب، وقيل المراد:
موسى وهارون، وهو قول من لم يؤمن بهما في زمانهما. قرأ الكوفيون: (سحران) بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف قبلها; أي: التوراة والقرآن، يعني: كل سحر يقوي الآخر، نسب التظاهر إلى السحرين على الاتساع، وقرأ الباقون: بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء، على المعنى الأول .
وقالوا إنا بكل منهم من كتبهم
كافرون وكان العرب قد بعثوا إلى رؤساء اليهود
بالمدينة، فسألوهم عن
محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروهم أنه صادق، وأن نعته وصفته عندهم.
* * *