ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين .
[49]
ورسولا إلى بني إسرائيل وكان أول أنبياء
بني إسرائيل يوسف، وآخرهم
عيسى -عليهما السلام-، فلما بعث قال:
أني أي: بأني.
قد جئتكم بآية علامة.
من ربكم على صدقي، فلما قال ذلك
لبني إسرائيل، قالوا: وما هي؟ قال:
أني قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع، nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر : بكسر الألف على الاستئناف; أي: قال: (إني أخلق)، وقرأ الباقون: بالفتح على معنى بـ (أني أخلق)،
[ ص: 456 ] وقراءة الكوفيين،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر : بإسكان الياء، والمدنيين، والبصريين،
nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير : بفتحها.
أخلق لكم أي: أشكل شيئا.
من الطين كهيئة كصورة.
الطير قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر بخلاف عنه (كهية) بتسهيل الهمزة; وعنه وجه آخر (كهية) بتشديد الياء بغير همز، وقرأ أيضا الطاير بألف بعد الطاء.
فأنفخ فيه أي: في الشيء المشكل.
فيكون أي: فيصير.
طيرا قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر، nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع، nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب (طايرا) بالألف، وسهل
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر همزة الطاير و (طايرا) بخلاف عنه، فمن قرأ: (طيرا) على
[ ص: 457 ] الجمع; أي: طيرا كثيرة، ومن قرأ طايرا على الإفراد; لأنه لم يخلق سوى الخفاش، وإنما خص الخفاش، لأنه أكمل الطير خلقا; لأن لها ثديا وأسنانا، وتحيض وتضحك، وترضع ولدها، وتبول كما تبول ذوات الأربع.
بإذن الله وأبرئ أي: أشفي.
الأكمه هو الذي يولد أعمى.
والأبرص هو الذي به وضح، وخص بالذكر; لأنهما داء أعياء; لأنه بعث زمن الطب، وكان يداويهم بالدعاء بشرط بالإيمان، قالوا: أبرأ في يوم واحد خمسين ألفا.
وأحيي الموتى أحيا أربعة أنفس
عازر، وابن العجوز، وابنة العشار، وسام بن نوح، فأما
عازر، فكان صديقا له، فانطلق إلى قبره، فدعا الله، فخرج من قبره، وبقي، وولد له، وأما ابن العجوز مرت به ميتا على
عيسى على سرير يحمل، فدعا الله، فجلس على سريره، ونزل عن أعناق الرجال، ولبس ثيابه، وحمل سريره على عنقه، ورجع إلى أهله، وبقي، وولد له، وأما
ابنة العشار، كان رجلا يأخذ العشور، ماتت له بنت بالأمس، فدعا الله عز وجل، فأحياها، فبقيت وولد لها، وأما
سام بن نوح، فإن
عيسى أتى قبره، فدعا باسم الله الأعظم، فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه خوفا
[ ص: 458 ] من قيام الساعة، ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان، فقال: قد قامت القيامة؟ قال: لا، ولكن دعوتك باسم الله الأعظم، ثم قال له: مت، قال: بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت، فدعا الله، ففعل.
بإذن الله كررها لنفي توهم الألوهية فيه.
وأنبئكم أخبركم.
بما تأكلون مما لم أعاينه.
وما تدخرون أي: تخبئون.
في بيوتكم كان يخبر الشخص بما أكل قبل، وبما يأكل بعد، ويخبر الصبيان وهو في المكتب بما يصنع أهلهم، وبما يأكلون.
إن في ذلك الذي ذكرت.
لآية لكم إن كنتم مؤمنين موفقين للإيمان.