وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا .
[42] ولما بلغ قريشا أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم، حلفوا إن جاءهم
[ ص: 461 ] رسول، اتبعوه، فنزل:
وأقسموا أي: كفار
مكة. بالله جهد أيمانهم منصوب على المصدر; أي: بغاية اجتهادهم.
لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم يعني: من اليهود والنصارى; لأن كل واحدة منهما أمم، وليس المراد: إحدى الأمتين دون الأخرى، بل هما جميعا; لأن (إحدى) شائعة فيهما تصلح لكل واحدة منهما، ولم يقل: الأمتين، [ولا الأمم بلا إحدى; ليعم جميع أفراد الأمتين] ; لأن (إحدى) تأنيث (أحد); كأنه قال: ليكونن أهدى من كل واحدة من الأمم، ولو حذف إحدى، لجاز أن يراد: بعض الأمم.
فلما جاءهم نذير هو محمد - صلى الله عليه وسلم -
ما زادهم مجيء النذير من الإيمان.
إلا نفورا أي: تباعدا عن الهدى.
* * *