ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور .
[119] ثم أردف النهي بالتوبيخ على مصافاة الخادعين، فقال:
ها أنتم تقدم اختلاف القراء في هذا الحرف.
[ ص: 16 ] أولاء المراد: أنتم أيها المؤمنون.
تحبونهم أي: اليهود الذين نهيتكم عن مباطنتهم لما بينكم من القرابة والمصاهرة.
ولا يحبونكم هم عداوة لمخالفة الدين.
وتؤمنون بالكتاب كله أي: بجميع الكتب، وهم لا يؤمنون بكتابكم.
وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا فكان بعضهم مع بعض.
عضوا عليكم الأنامل أطراف الأصابع.
من الغيظ لما يرون من ائتلافكم، ويعبر عن شدة الغيظ بعض الأنامل، وإن لم يكن ثم عض، والغيظ: هو أشد الغضب، وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من ثوران دم قلبه.
قل موتوا أي: ابقوا إلى الممات.
بغيظكم ولو أراد الحال، لماتوا من ساعتهم.
إن الله عليم بذات الصدور بما في القلوب، فيجازيهم عليه.