فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير .
[15]
فلذلك إشارة إلى ما وصى به الأنبياء من التوحيد
فادع أنت إلى ربك، وبلغ ما أرسلت به
واستقم على دينهم.
كما أمرت أي: دم على استقامتك; لأنه كان مستقيما، وفي هذا المعنى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939419 "شيبتني هود وأخواتها" فقيل له: لم ذلك؟ فقال: "لأن فيها
فاستقم كما أمرت " وهذا خطاب له -صلى الله عليه وسلم- بحسب قوته في أمر الله تعالى، وقال هو لأمته بحسب ضعفهم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676786 "استقيموا ولن تحصوا". ولا تتبع أهواءهم يعني:
قريشا فيما كانوا يهوونه من أن يعظم محمد -صلى الله عليه وسلم- آلهتهم، وغير ذلك.
وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب يعني: جميع الكتب المنزلة من عند الله، وهو أمر يعم سائر أمته.
[ ص: 181 ] وأمرت لأعدل واللام بمعنى أن; أي: أمرت بأن أعدل.
بينكم في الحكم، ولا أطالبكم بأكثر مما افترض الله عليكم.
الله ربنا وربكم خالق كل شيء.
لنا أعمالنا ولكم أعمالكم وكل مجازى بعمله.
لا حجة لا مخاصمة
بيننا وبينكم نسختها آية القتال.
الله يجمع بيننا يوم القيامة
وإليه المصير وعيد للكفار.
* * *