وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون .
[132]
وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون لكي ترحموا، فقرن تعالى طاعة رسوله بطاعته، واسمه باسمه بقوله تعالى:
وأطيعوا الله والرسول ، وقال تعالى:
فآمنوا بالله ورسوله [التغابن: 8]، فجمع بينهما بواو العطف المشركة، ولا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه -صلى الله عليه وسلم- قال عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=62379 "لا يقولن أحدكم: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن: ما شاء الله ثم شاء فلان" فأرشدهم -صلى الله عليه وسلم- إلى الأدب في تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه، واختارها بـ (ثم) التي هي للنسق والتراخي، بخلاف الواو التي هي للاشتراك، ومثله الحديث الآخر:
nindex.php?page=hadith&LINKID=672849أن خطيبا خطب عند النبي -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 26 ] [فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ] "بئس خطيب القوم أنت، قم، أو قال: اذهب" كره منه الجمع بين الاسمين بحرف الكناية; لما فيه من التسوية، فالواو العاطفة لمطلق الجمع بالاتفاق، والفاء العاطفة للترتيب والتعقيب، وثم للتشريك وللترتيب بمهلة بالاتفاق.