ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون .
[26] ثم خاطب تعالى قريشا على جهة الموعظة، فقال:
ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه (ما) موصولة بمعنى الذي، و(إن) نافية بمعنى (ما)
[ ص: 300 ] وقعت مكانها; ليختلف اللفظ تخفيفا; لئلا يجمع بين كلمتين بلفظ واحد، المعنى: مكنا عادا في الذي ما مكناكم فيه يا كفار
مكة. وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فكانت أعمارهم طويلة، وأجسادهم قوية، وأموالهم كثيرة.
فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء فما دفع ذلك عنهم شيئا مما حل بهم من العذاب.
إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق نزل
بهم جزاء
ما كانوا به يستهزئون من العذاب، وهذا تهديد للمشركين.
* * *