لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
[29]
لئلا يعلم أي: ليعلم
أهل الكتاب و(لا) صلة. قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع، nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر بخلاف عنه: (ليلا) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة، والباقون: بالهمز، والمراد: أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا.
ألا يقدرون على شيء أي: لا ينالون شيئا
من فضل الله .
روي أنه لما نزل هذا الوعد للمؤمنين، حسدهم أهل الكتاب على ذلك، وكانت اليهود تعظم دينها وأنفسها، وتزعم أنها أحباء الله، وأهل رضوانه، فنزلت هذه الآية معلمة أن الله فعل ذلك، وأعلم به; ليعلم أهل الكتاب أنهم ليسوا كما يزعمون.
وأن الفضل بيد الله في تصرفه وملكه
يؤتيه من يشاء لا اعتراض عليه; فإنه قادر مختار، يفعل بحسب الاختيار.
والله ذو الفضل العظيم ، والعظيم لا بد أن يكون إحسانه
[ ص: 550 ] عظيما، والمراد منه: تعظيم حال
محمد -صلى الله عليه وسلم- في نبوته وشرعه وكتابه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس -رضي الله عنهما-: "واسم الله الأعظم في أول سورة الحديد في ست آيات من أولها، فإذا علقت على المقاتل في الصف، لم ينفذ إليه حديد" والله أعلم.
* * *