[ ص: 5 ] سورة الحشر
مدنية باتفاق أهل العلم، وآيها: أربع وعشرون آية، وحروفها: ألف وتسع مئة وثلاثة عشر حرفا، وكلمها: أربع مئة وخمس وأربعون كلمة، وهي سورة بني النضير، [وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عاهد
بني النضير] على سلم؛ ألا يقاتلوه، ولا يقاتلوا معه، وهم يرون أنه لا ترد له راية، فلما جرت هزيمة
أحد، ارتابوا ودخلوا
قريشا وغدروا، فلما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحد، تبين له معتقد بني النضير وغدرهم بعهده، وموالاتهم للكفار، فخرج إليهم بالكتائب على حمار مخطوم بليف، وقال: "اخرجوا من المدينة"، فقالوا: الموت أقرب إلينا من ذلك، فدس إليهم
عبد الله بن أبي وأصحابه ألا تخرجوا من حصنكم، وإن قتلتم فنحن معكم ننصركم، وإن خرجتم خرجنا معكم، فدربوا الأزقة، وحصنوها، فحاصرهم - صلى الله عليه وسلم - إحدى وعشرين ليلة، فرعبت قلوبهم، وطلبوا الصلح، فأبى عليهم - صلى الله عليه وسلم - إلا الجلاء، ويحمل كل ثلاثة أبيات على بعير ما شاؤوا من متاعهم، ولنبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما بقي، فجلوا عن
المدينة إلى
أريحاء وأذرعات من أرض
الشام، إلا أهل بيتين من
[ ص: 6 ] آل أبي الحقيق وآل ابن أخطب لحقوا
بخيبر، ولحقت طائفة منهم بالحيرة، فنزلت السورة.
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم .
[1]
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم تقدم تفسيره
في أول سورة الحديد.
* * *