سورة المنافقون
مدنية بإجماع، وآيها: إحدى عشرة آية، وحروفها: سبع مئة وستة وسبعون حرفا، وكلمها: مئة وثمانون كلمة، نزلت في غزوة بني المصطلق بسبب أن
عبد الله بن أبي ابن سلول كانت منه في تلك الغزوة أقوال، وكان له أتباع يقولون قوله، فنزلت السورة كلها بسبب ذلك، وبين الله تعالى فيها ما تقدم من المنافقين؛ من خلفهم، وشهادتهم في الظاهر بالإيمان، وأنهم كذبة، وذكر فيها ما تأخر منهم ووقع في تلك الغزوة على ما يأتي في التفسير إن شاء الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون .
[1]
إذا جاءك المنافقون يعني: عبد الله بن أبي وأصحابه.
قالوا بألسنتهم دون قلوبهم:
نشهد إنك لرسول الله والشهادة حجة شرعية تظهر الحق ولا توجبه،
[ ص: 62 ] فهي الإخبار بما علمه بلفظ خاص، ولذلك صدق المشهود به، وكذبهم في الشهادة بقوله:
والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما يضمرون من تكذيبك، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقبل من المنافقين ظاهر الإسلام.
وأما
حكم الزنديق في الشرع، وهو الذي يظهر الإسلام ويسر الكفر، فإنه يقتل، ولا يستتاب عند
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، والأصح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه إذا جاء تائبا، وظهر من قوله، لا يقتل، بخلاف ما يظهر عليه، قال مالك: لأن توبته لا تعرف، يعني أن التقية من الزندقة، فيقتل، وعند
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي تقبل توبته.