[ ص: 229 ] إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا .
[163]
إنا أوحينا إليك الوحي: إلقاء المعنى في الخفاء، وعرفه في الأنبياء بواسطة
جبريل عليه السلام، وذلك هو المراد بقوله:
كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده جواب لأهل الكتاب عن اقتراحهم أن ينزل عليهم كتابا من السماء، واحتجاج عليهم بأن أمره في الوحي كسائر الأنبياء، وبدأ
بنوح; لأنه
أول نبي من أنبياء الشريعة، وأول نبي بعث إلى الكفار، وكان
أطول الأنبياء عمرا، وجعلت معجزته في نفسه; فإنه عمر ألفا وأربع مئة سنة، فلم تنقص له سن، ولم تشب له شعرة، ولم تنقص له قوة، وتقدم ذكره ووفاته في سورة آل عمران عند تفسير قوله:
إن الله اصطفى آدم ونوحا [ الآية: 33] وصرف نوحا مع العجمة والتعريف لخفته.
وأوحينا إلى إبراهيم قرأ هشام: (أبراهام) بالألف.
وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وهم أولاد
يعقوب، وتقدم ذكر هؤلاء الأنبياء في سورة البقرة.
وعيسى تقدم ذكره في البقرة وآل عمران.
[ ص: 230 ] وأيوب هو ابن موص بن رازح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وهو من أمة الروم، وكان نبيا في عهد
يعقوب، وعاش ثلاثا وتسعين سنة، ويأتي ذكر قصته في سورة الأنبياء، وفي سورة (ص) إن شاء الله تعالى.
ويونس هو ابن متى، ومتى أبوه في قول الأكثر، قيل: إنه من بني إسرائيل من سبط
بنيامين، بعث إلى أهل
نينوى قبالة
الموصل، بينهما
دجلة، وسيأتي ذكر قصته في سورة الأنبياء إن شاء الله تعالى، وكانت وفاته في سنة خمس عشرة وثماني مئة لوفاة موسى عليهما السلام، وقبره في قرية تسمى
حلحول بين
بيت المقدس وبلدة سيدنا الخليل عليه الصلاة والسلام.
وهارون هو ابن عمران أخو موسى عليهما السلام، وكان أكبر من
موسى بثلاث سنين، وتوفي قبل
موسى بأحد عشر شهرا، ودفن في التيه بكهف في بعض الجبال على سرير وجد به، وتقدم في سورة البقرة ذكر
موسى ووفاته، فيعلم من ذلك تاريخ وفاة
هارون.
وسليمان تقدم ذكره ووفاته في سورة البقرة.
وآتينا داود هو ابن بشي بن عوفيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عمينا ذاب بن رم بن حصرون بن بارص بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، كان مقامه
بحبرون، ثم انتقل إلى
بيت المقدس، وأسس مسجده، وهو الأقصى، ومات قبل إتمامه، وله سبعون سنة، وقيل غير ذلك، وملك أربعين سنة، ودفن
[ ص: 231 ] بالكنيسة المعروفة بالجيسمانية شرقي بيت المقدس بالوادي، ويقال: إن قبره بكنيسة صهيون ظاهر
بيت المقدس من جهة القبلة، وهو مشهور عند الناس، وكانت وفاته في يوم السبت أواخر سنة خمس وثلاثين وخمس مئة لوفاة
موسى عليه السلام.
زبورا قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15833وخلف: بضم الزاي حيث وقع، جمع زبر; كدهر ودهور، بمعنى: مزبور; أي: مكتوب، وقرأ الباقون: بالفتح اسم للكتاب المنزل عليه، وهو مئة وخمسون سورة بالعبرانية في خمسين منها: ما يلقونه من بخت نصر، وفي خمسين: ما يلقونه من الروم، وفي خمسين: مواعظ وحكم، ولم يكن فيه حلال ولا حرام ولا أحكام، وتقدم في سورة البقرة ذكر ما آتاه الله من الملك والحكمة وطيب الصوت والألحان في قراءة الزبور.