وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم .
[54]
وإذ قال موسى لقومه الذين عبدوا العجل:
يا قوم إنكم ظلمتم أي: أضررتم.
أنفسكم باتخاذكم العجل إلها، قالوا: فما نصنع؟ قال:
فتوبوا أي: فارجعوا.
إلى بارئكم خالقكم. قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14303الدوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : (باريكم) بإمالة الألف في الموضعين، واختلف عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو في اختلاس كسرة الهمزة، وإسكانها من (باريكم) في الحرفين، فقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14303الدوري عنه بالاختلاس، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14543السوسي بالإسكان، وقرأ الباقون بإشباع الحركة. قالوا: كيف نتوب؟ قال:
فاقتلوا أنفسكم يعني: ليقتل البريء منكم المجرم.
ذلكم أي: القتل.
[ ص: 107 ] خير لكم عند بارئكم فلما أمرهم
موسى بالقتل، قالوا: نصبر لأمر الله، فجلسوا بالأفنية محتبين; أي: منتصبين ركبهم، وقيل لهم: من حل حبوته، أو مد طرفه إلى قاتله، أو اتقى بيد أو رجل، فهو ملعون مردودة توبته، وأصلت القوم عليهم الخناجر، فكان الرجل يرى ابنه وأخاه وأباه وقريبه وصديقه وجاره، فلم يمكنهم إلا المضي لأمر الله، قالوا: يا
موسى! كيف نفعل؟ فأرسل الله عليهم ضبابة وسحابة سوداء لا يبصر بعضهم بعضا، وكانوا يقتلونهم إلى المساء، فلما كثر القتل، دعا
موسى وهارون، وبكيا وتضرعا، وقالا: يا رب! هلكت بنو إسرائيل البقية البقية، فكشف الله السحابة، وأمرهم أن يكفوا عن القتل، فتكشفت عن ألوف من القتلى، فاشتد ذلك على
موسى، فأوحى الله إليه: أما يرضيك أن أدخل القاتل والمقتول منهم الجنة؟ فكان من قتل منهم شهيدا، ومن بقي منهم مكفرا عنه ذنوبه، فذلك قوله تعالى:
فتاب أي: إن فعلتم ذلك فقد تاب.
عليكم تجاوز عنكم.
إنه هو التواب القابل للتوبة.
الرحيم قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو : (إنه هو) بإدغام الهاء في الهاء.