فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين .
[107] ثم ظهر الإناء، واختلفوا في كيفية ظهوره، فروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "أنه وجد
بمكة، فقالوا: اشتريناه من
nindex.php?page=showalam&ids=155تميم وعدي" وقال آخرون: لما طالت المدة، أظهراه، فبلغ ذلك
بني سهم، فأتوهما في ذلك، فقالا: إنا كنا قد اشترينا منه هذا، فقالوا: ألم تزعما أن صاحبنا لم يبع شيئا من
[ ص: 355 ] متاعه؟! قالا: لم يكن عندنا بينة، وكرهنا أن نقر لكم به، فكتمنا ذلك، فرفعوهما إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله عز وجل:
فإن عثر اطلع، وأصل العثرة: الوقوع على الشيء.
على أنهما استحقا إثما أي: فعلا ما أوجب إثما بخيانتهما وبأيمانهما الكاذبة.
فآخران من أولياء الميت.
يقومان مقامهما أي: مقام اللذين خانا.
من الذين استحق عليهم الأوليان أي: استحق فيهم ولأجلهم الإثم، وهم ورثة الميت، استحق الحالفان بسببهما الإثم، و (على) بمعنى (في). قرأ
حفص: (استحق) بفتح التاء والحاء، وقراءة العامة: بضم التاء على المجهول و (الأوليان) تثنية الأولى، والأولى هو الأقرب; أي: الأحق بالشهادة; لقرابته ومعرفته، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15833وخلف، nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم، nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب (الأولين) بالجمع، فيكون بدلا من (الذين)، والمراد منهم: أولياء الميت، ومعنى الآية على القراءات كلها: إذا ظهرت خيانة الحالفين يقوم اثنان آخران من أقارب الميت.
فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما أي: يميننا أحق من
[ ص: 356 ] يمينهما; كقوله:
فشهادة أحدهم [النور: 6]; أي: يمينه.
وما اعتدينا في قولنا: إن شهادتنا أحق من شهادتهما.
إنا إذا لمن الظالمين إن كنا حلفنا على باطل، وأخذنا ما ليس لنا، فلما نزلت الآية، قام
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص، والمطلب بن أبي وداعة السهميان، فحلفا بالله بعد صلاة العصر، ودفع الإناء إليهما وإلى أولياء الميت، فكان
nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري بعدما أسلم يقول: صدق الله ورسوله، أنا أخذت الإناء، فأتوب إلى الله وأستغفره.
* * *