الشرك الذي تسرب إلى المسلمين في العصور الأخيرة أغلظ من شرك الجاهلية.
وإذا أحطت بما ذكرنا علما، أدركت أن كفر المشركين من المؤمنين من أمة رسولنا صلى الله عليه وسلم في العرب والعجم أعظم من كفر الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد سمعت أن الله تعالى ذكر عن الكفار أنهم إذا مسهم الضر، تركوا غير الله من السادة، والقادة، والطواغيت، فلم يدعوا أحدا منهم، ولم يستغيثوا بهم، بل أخلصوا لله وحده لا شريك له.
وأنت ترى المشركين المدعين الإيمان من المسلمين، وفيهم من يدعي أنه من أهل العلم والفضل، وفيه الصلاح، والزهد، والاجتهاد في العبادة، إذا مسه الضرر، وأهمه أمر من أمور الدنيا، قام
يستغيث بغير الله من الأولياء؛ كـ:
nindex.php?page=showalam&ids=17117«المعروف الكرخي»، و:
«الشيخ عبد القادر الجيلاني»، و:
«سالا رومدار»، ونحوهم.
وأجل من هؤلاء مثل الخلفاء الراشدين، والصحابة المكرمين أجمعين.
وأجل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأشنع، وأفظع، وأقبح، وأعظم جرما، وأظهر ضلالة أنهم يستغيثون بالطواغيت، والأجداث، وأهل القبور، والمردة من الجن والشياطين، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، ويسافرون إلى أنصابهم، ويفزعون إلى أحبارهم ورهبانهم تقليدا في الفروع، والأصول المبنية على شفا جرف هار، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، ولا تشركنا يوم الدين مع المشركين.
رحم الله من نصح نفسه، وعرف أن وراءه جنة ونارا، وأن الله تعالى جعل لكل منهما أهلا، وأعمالا.