الضرب الثالث : من هو مخلص في أعماله ، لكنها من غير متابعة الأمر ؛ كجهال العباد المنتسبين إلى الزهد ، والفقر ، وكل من عبد الله على غير مراده .
والشأن ليس إلا في عبادة الله كما أراد الله .
ومنهم : من يمكث في خلوته تاركا للجمعة ، والجماعات ، والأعياد ، ويرى ذلك قربة ، ويرى
مواصلة صوم النهار بالليل قربة ، وأن
صيام يوم الفطر قربة ، وأمثال ذلك.
الضرب الرابع : من أعماله على متابعة الأمر ، لكنها لغير الله تعالى ؛ كطاعات المرائين ؛
كالرجل يقاتل رياء ، وسمعة ، وحمية ، وشجاعة ، وللمغنم ليقال ، ويقرأ ويحج ليقال ، ويعلم ، ويؤلف ليقال ، فهذه أعمال صالحة ، لكنها غير مقبولة .
قال تعالى :
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء [البينة : 5] .
فلم يؤمر الناس إلا بالعبادة على المتابعة ، والإخلاص فيها .
والقائم بهما هم أهل
إياك نعبد وإياك نستعين [الفاتحة : 5] .
ثم أهل
إياك نعبد لهم في أفضل العبادة ، وأنفعها ، وأحقها بالإيثار ، والتخصيص أربعة طرق ، وهم في ذلك أربعة أصناف :