وقال تعالى:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد [الإخلاص].
هذه السورة لها أسماء كثيرة طيبة:
منها: سورة الإخلاص، وهي مصرحة بالتوحيد، رادة على عباد غير الله تعالى كائنا ما كان، وفي أي مكان كان، وناعية على القائلة بالتثنية، والتثليث، وهي أربع أو خمس آيات.
عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله هذه السورة.
وفي الباب روايات عن جماعة من الصحابة.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=692827جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أحب هذه السورة، فقال: «حبك إياها أدخلك الجنة» رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، وابن الضريس، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي.
وقد ورد من غير وجه: أنها تعدل ثلث القرآن، وفيها ما هو صحيح، وما هو حسن.
وهذه السورة وقد تجردت لبيان توحيد الألوهية، وصفاته العليا، وفيه دليل على
شرف علم التوحيد. [ ص: 52 ]
وكيف، والعلم يشرف بشرف المعلوم، ويتضع بضعته؟!!
ومعلوم هذا العلم: هو الله سبحانه، وما يجوز عليه، وما لا يجوز.
فما ظنك بذلك والله أعلم بما هنالك؟!
ومعنى «الكفو»: المثل؛ أي: ليس كمثله شيء. قاله ابن عباس.
ومن زعم أن نفي «الكفو» و«المثل» في الماضي لا يدل على نفيه في الحال، والكفار يدعونه في الحال، فقد تاه في غيه؛ لأنه إذا لم يكن فيما مضى، لم يكن في الحال ضرورة، وكذا في الاستقبال؛ إذ الحادث لا يكون كفوا للقديم.
وحاصل كلام الكفرة يؤول إلى الإشراك، والتشبيه، والتعطيل.
والسورة الكريمة تدفع الكل بأدل الدليل.
ومجال القول في تفسير هذه السورة واسع جدا لا يأتي عليه الحصر، وقد أفرده بعض أهل العلم بالتأليف المستقل، وفيما ذكرناه مقنع، وبلاغ.