وقال تعالى :
ألم أقل لكم [البقرة : 33] يا ملائكتي
إني أعلم غيب السماوات والأرض .
يعني ما كان وما سيكون . وذلك أنه سبحانه علم أحوال
آدم قبل أن يخلقه .
قال في «فتح البيان » : وفي اختصاصه بعلم غيب السماوات والأرض رد لما يتكلفه كثير من العباد من الاطلاع على شيء من علم الغيب ؛ كالمنجمين ، والكهان ، وأهل الرمل ، والسحر والشعوذة . انتهى .
ومنهم جهلة المتصوفة المدعية له بالكشف والإلهام .
وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون أي : ما تظهرون وما تسرون ، كما يفيده معنى ذلك عند العرب ، ومن فسره بشيء خاص ، فلا يقبل منه إلا بدليل .
وقال تعالى :
ذلك من أنباء الغيب [آل عمران : 44] ؛ أي : من أخبار ما غاب عنك
نوحيه إليك أي : نعلمك به ونظهرك ، والخطاب لرسول الله .
وفيه : أن
الغيب مختص علمه به تعالى ، ولا يعلمه أحد ، نبيا كان أو غيره .
وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون [آل عمران : 44] .
وقد استدل بهذا من أثبت القرعة ، والخلاف في ذلك معروف ، وقد ثبت أحاديث صحيحة في اعتبارها ، وردت في خمسة مواضع ذكرها الشوكاني -رحمه الله - في النيل ، وعددها .
والمراد هنا بهذه الآية : إثبات علم الغيب لله سبحانه ، وأنه لا يشركه فيه نبي مرسل ، ولا ملك مقرب .