وقال تعالى :
قل لا أقول لكم عندي خزائن الله [الأنعام : 50] المراد : خزائن قدرته التي تشتمل على كل شيء من الأشياء .
أمره صلى الله عليه وسلم بأن يخبرهم بذلك، وأمره أن يقول لهم أيضا : ولا أدعي أني أعلم الغيب من أفعاله حتى أخبركم به ، وأعرفكم بما سيكون في مستقبل الدهر
ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي .
فيه
نفي علم الغيب عن خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم صريحا لا يتطرق إليه شك ولا شبهة ، وهو الحق الذي لا محيص عنه .
وقال تعالى :
وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة [الأنعام : 73] .
قال المفسرون : صفة للذي خلق السماوات والأرض ، أو هو يعلم ما غاب من عباده ، وما يشاهدونه ، فلا يغيب عن علمه شيء ، ولا يعلم أحد غيره سبحانه شيئا من الغيب .
فمن أثبت علم شيء من المغيبات لغير العالم به على الإطلاق ، فقد أتى بابا عظيما من الشرك .
وقال تعالى :
أن الله يعلم سرهم ونجواهم [التوبة : 78] ؛ أي : جميع
[ ص: 425 ] ما يسرونه من النفاق ، وما يتناجون به فيما بينهم من الطعن على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى أصحابه ، وعلى دين الإسلام .
وأن الله علام الغيوب ؛ أي : ما غاب عن العيان ، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء المغيبة ، كائنا ما كان ، وهذا يدل بفحواه على اختصاصه سبحانه بعلم الغيب ، وإذا كان هذا العلم مختصا به ، فادعاؤه لغيره شرك به سبحانه .
ويدل له قوله تعالى :
فقل إنما الغيب لله [يونس : 20] ؛ أي : الله هو المحيط بعلمه ، المستأثر به ، لا علم لي ولا لكم ، ولا لسائر مخلوقاته .