وقيل : إن المعنى :
وما أدري ما يفعل بي ولا بكم [الأحقاف : 9] يوم القيامة .
[ ص: 438 ]
قيل : إنها لما نزلت ، قدح المشركون ، وقالوا : كيف نتبع نبيا لا يدري ما يفعل به ، ولا بنا ؟ وأنه لا فضل له علينا ؟ .
فنزل قوله تعالى :
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [الفتح : 2] ، والأول أولى ؛ لما ثبت في «صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري » وغيره من حديث
أم العلاء ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=933565«لما مات عثمان بن مظعون ، قلت : رحمك الله يا أبا السائب ، شهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال رسول الله : «وما يدريك أن الله أكرمه ؟ أما هو ، فقد جاءه اليقين من ربه ، وإني لأرجو له الخير ، وما أدري -وأنا رسول الله - ما يفعل بي ، ولا بكم » . قالت أم العلاء : فوالله لا أزكي بعده أحدا . انتهى .
وهذا يرشدك إلى أن القول بنسخ هذه الآية ضعيف جدا .
والمراد : نفي علم الغيب عنه ، وبيان أن الله مستأثر به ، دون خلقه .
وهذا حق لا يتطرق إليه النسخ ، والله أعلم .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر برفعه في قصة
جبريل -عليه السلام - ، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657017«فأخبرني عن الساعة ، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل » .
فيه
نفي علم الغيب عن الأنبياء ، والملائكة .
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650048«في خمس لا يعلمهن إلا الله ، ثم قرأ : إن الله عنده علم الساعة الآية » .
والحديث متفق عليه ، وله دلالة على نفي الغيب عن الخلق .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : إن من العلم أن تقول لما لا تعلم : الله أعلم ، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
وما أنا من المتكلفين [ص : 86] . متفق عليه .