اجتماع الشركين في العبد
وكثيرا ما يجتمع الشركان في العبد، وقد ينفرد أحدهما عن الآخر.
والقرآن الكريم، بل الكتب المنزلة من عند الله تعالى كلها مصحة بالرد على أهل هذا الإشراك.
كقوله:
إياك نعبد [الفاتحة: 5]؛ فإنه ينفي شرك المحبة، والإلهية.
وقوله:
وإياك نستعين ؛ فإنه ينفي شرك الخلق، والربوبية.
فتضمنت هذه الآية تجريد التوحيد لرب العالمين في العبادة، والاستعانة، وأنه لا يجوز إشراك غيره معه، لا في الأفعال، ولا في الألفاظ، ولا في الإرادات.
هذا آخر كلام
المقريزي -رحمه الله- في كتابه: «تجريد التوحيد المفيد».
وإنما أتيت به في هذا الباب؛ ليقف الناظر فيه، والمطلع عليه، على حقيقة توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية يدرك ما فيهما من طرائق الإشراك بالله تعالى، فإن الأشياء تعرف بأضدادها.
وسيأتي الكلام على حقيقة الشرك، وبيان أنواعه في محله.
[ ص: 74 ]