إنكار نعمة الله تعالى نوع من الشرك
قال بعض أهل العلم في قوله تعالى:
يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها [النحل: 83].
معنى ذلك: أن الكفار إذا قيل لهم: من رزقكم؟ أقروا بأن الله هو الذي رزقهم، ثم ينكرون ذلك بقولهم: رزقنا ذلك بشفاعة آلهتنا، وروي نحو هذا عن ابن قتيبة.
وعن
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، عن أبيه، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، والزهري، وأبي الزبير، قالوا: إنكارهم إياها: أن يقول الرجل:
[ ص: 381 ] لولا فلان، ما كان كذا وكذا، ولولا فلان، ما أصبت كذا وكذا.
واختار
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير القول الأول، وغيره اختار أن الآية تعم ما ذكره العلماء في معناها، وهو الصواب. ويدخل هذا فيها دخولا أوليا.
قال شيخ الإسلام
ابن تيمية -رحمه الله-: وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره، ويشرك به فيه.
قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت الريح طيبة، وكان الملاح حاذقا، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير من الناس، انتهى.
فهذا الكلام من شيخ الإسلام، يدل على أن حكم هذه الآية يعم فيمن نسب نعم الله تعالى -أي نعمة كانت قليلة أو كثيرة- إلى غيره تعالى.