بيان
وجه أفضلية العالم على العابد وحيث إن فائدة نشر العلم والاشتغال به أكثر وأوفر، ونفعها للخلائق أعم وأشمل، لا جرم زاد فضل العلم على العبادة، كما يفهم من الأحاديث الأخرى.
ولم يكن للأنبياء إرث إلا هذا العلم، ولم يتركوا من مال الدنيا شيئا، إنما الذي تركوه هو هذا العلم الموروث منهم. فالأخذ به أخذ بالنصيب الأوفر، والحظ الأكبر من الدين والسعادة.
أو المراد: أن من أراد تعلم العلم، فعليه أن يأخذ النصيب التام منه، ولا يقنع بالقليل منه. انتهى.
قلت: والحديث يدل -بفحوى الخطاب- على أن العالم ينبغي له ألا يبتلى بآفات المال، وزهرة الحياة الدنيا؛ لأنه جلس مجلس النبي في تعليم العلم والاتصاف به.
فالعالم الذي يطلب بعلمه الدنيا وما لها فليس هو خليفة الأنبياء، ولا ولد علمهم.